مجتمعـي الطآهر ، أمقتـك !

-







سَأحكي عَن مجتمعٍ مُنزه عَن كل نقصٍ وعَيب ، كَامل فِي أحكَامه ، مُنصف في تشريعَاته ، طاهر في مُعتقداته . .

مجتمعاً أمقُته حِين يَتخذ مَن الدِين -شمَاعَة- ينسِب إليهَا عاداتِه العَقيمَة ، و أفكَاره السقِيمة ، وَ تخيُلاته العَليلة !

أمقُته أشد المَقت حِين يَنظُر لِحقوق الإناث مِن أصغَر ثُقبٍ ، وَ يُكمِه عينَاه حِين يلمَح تلكَ الحقُوق ،
لَكن بالمقَابل ، هُو يهدم جِدار الحرام والعَيب ، بَل وبناء الدين برمته ! حِين يتعلق الأمر بحقُوق الذكور !

أمقُت مجتمعاً ذُكورياً يُصور لنا الدِين عجُوز حائِف ، يَرى بذكُوره مُستقبلاً لنشر مُعتقَداته المُستبدة ، ويرَى إناثه جَواري وجُودهن خِزيٌ ، وعيشهن خَطيئَة ، وَ وأدهُن شَكيمَـة !

أمقُته حين يُقدس دَفن المَرأة فِي الحياة ، واستِحقار وجُودها ، و يُعلق رجُولة ذكُوره -المُعتلة- بمقدار ازدراءَه لهَا !

أكرَه أن يُنَفّروا عَن دينِنا أبناء الدِين ذَاته ، ثُم يتَساءلُون : بأي ذَنبٍ يُحارَب دِيننا العَظيم !
- أولم تَروا بأنكُم رَذيلَته التِي أبى أن يُطهره منهَا الزَمن !

حِين ذَكر عَز وجَلّ موضُوع العِفة ، فَقد بَدأ بِرأس الفسَاد حِين قال : ( قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ) .
ومِن ثَم قِيل الأمر ذَاته للنِساء .
وَلم يَبدأ بهن ، أو يَخصهُـن بالأوآمِر ، واستثنَاكم أنتُم مَعشر المَلائكة المُنزهين كَامليّ الدِين والعَقل !

بَل أدركُوا مقصَد الرسول الكريم -المُنزه عَن أخلاقكم- حِين قال : ( استَوصوا بِالنسَاء خيراً فإنهن خُلقن من ضِلع ، وإن أعوَج شَيء في الضَلع أعلاه ، فَاستوصوا بالنِساء خيراً ) .
خيِراً . . وَليس كَبتاً وقهراً ووجعاً وذُلاً !

- لِم يُذكر قط بأن الله قد خَلق الأرض لتتبَارك بِعدو الذُكور عليها فقط !
لَم يُذكر بأنها حُرّمت علَى الإناث ، وستفسُد إذا لَم تجد الأُنثـى ذكراً عظيماً يُواري مِن بعدهَا دناءتهَا وخطَاياها !

- الدِين بَريءٌ مِن عقلية كُل ذي فكِرٍ ضَرير ، فَلم يُحرم العلم والسفَر والمُتعة والسعَادة والتحضر والرُقي عَلى الإناث ، بَل إن مُعظم مَا حُرم عَليهُن ينطَبق -بنَفس مقدَار التحريم وَ العقوبَة- عَلى الجنسَين !

وأخيراً . .
مجتمعِي المقدس :
بقدر قَداستك بنظر ذكُورك ، ودنائتك بنظر إناثِك . . أمقُتك !

- مو منقول :$